الأربعاء، 14 يوليو 2010

ملاك على الأرض و في السماء.رامي الشمالي شهيد أم ضحيّة؟

راغدة الرجي -

فُجِعَ لبنان و الوطن العربي بأكمله بغياب المغنّي الشاب صاحب الموهبة الواعدة و الصوت الجميل رامي الشمالي.

منذ سبع مواسم و الجمهور اللبناني و العربي و لا سيّما الشاب منه يتمتّع بمشاهدة جيل من المواهب الشابّة تطل عليه ضمن برنامج تعرضه المؤسَّسة اللبنانيّة للإرسال عبر الشاشة الصغيرة و الفضائيّة و هو ستار أكاديمي. مجموعة من المواهب الشابّة تضجّ بالحياة ، يحلمون بغد مُشرق يتلألأ جماله بلون النجوم. أجواء من الفرح تضيء لنا بصيص أمل في كل ليلة جمعة من كل أسبوع ، تريحنا و لو قليلاً من تراكم المتاعب وروتين الأيّام المُتَكَرِّر يوماً بعد يوم.

في هذا الموسم ، أطل شاب من بين المشاركين ، مميّز في إطلالته ، رصين في تهذيبه ، يحاكي بصوته كل إحساس فيحرِّك المشاعر و يشارك جمهوره تفكيره و هواجسه و يشركهم في أحاسيسه حين يغنّي الحب والفرح و الحنين ، الحنين إلى ماضٍ كان يتمنّى أن يبقى فيه لأنَّه يخاف مما يخبّئه له المستقبل. بكل أسف في وطننا هذا و في هذه الأيّام ، يُقَدَّر للأحلام أن تنقطع فلا نكاد نحلم أو نمرّ في قصّة أمل حتّى نعود إلى واقعنا الذي يقيّدنا بخياراته المحدودة و الصارمة بعض حين. أنهى رامي موسم ستار أكاديمي و كانت كل الأنظار تتّجه تحوه ، نحو صوتٍ لامحدود في قدراته و في قدرة تأثيره بقلوب سامعيه ، صوت يعرِّف عن صاحبه قبل أن نشاهد وجهه و كأنّه يريد من خلاله أن ينقل سامعيه إلى قلبه ، إلى روحه و هو يختصر مراحل حياته وعمره الجميل. موهبة لا تعرف حدّاً للصدق
و المحبّة و الايمان لأنَّ صاحبها لم يكن يُعرَف حد لايمانه .

ككل الشباب ، عاد رامي بعد النجاح الذي حقّقه في البرنامج إلى الواقع الذي لا يرحم ، فتخلّى عن حلمه و حمل حقيبة السفر وذهب إلى أرض أخرى لعلّه يجد فيها ما يواسيه و يعوِّض قليلاً بعده عن مَن فوافاه القدر و لاقاه ليحقّق برحيله ما كان يعبِّر عنه بصوته من حب للوطن و لمحبّيه حتّى الموت فعاد محمولاً على الأكف و في القلوب بطلاً حبيباً لوطنه و أهله و شهيداً للقمة العيش و الأحلام الضائة. فإلى متى يُقَدَّر للأحلام أن تموت؟ و إلى متى يحمل الشباب أحلامهم و طموحاتهم في حقائب سفرهم و يرحلون؟ فلا يعودون أو يعودون ليرحلوا في عمر الورود مسكين هذا الوطن الذي يخسر نخبة شبابه فكيف له أن يجدِّد كيانه؟! و هل قدرنا أن ندفع باهظاً ثمن تعلِّقنا بأحلامنا و شبابنا؟ أمّا رامي ففي القلب باقٍ، بصوته و نظرته و رقّة إحساسه و أغانيه المفضَّلة وفاءً منّا له ولأن الموت في الله عبور إلى الحياة و إلى القيامة الحقيقيّة. آمين.


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اللسان بيعجز عن الكلام, حبيناك يا رامي , صوتت إلك, ما كنت بقدر شيل عيني عنّك, في براءه بالوجه لا توصف, انا ام مسلمه, بترحّم عليك كل الايام , لمدى العمر , كل لحظه بقول , الله يرحمك يارامي ويجعل مثواك الجنّه , يا ملاك يا طاهر, يا حبّة العين والقلب , يا روح الروح, يا حارق قلب الملايين على فراقك يا رامي الحب والعطف بقلوب الناس ,الله يصبرك يا ام رامي , ياريتني بقدر كون جنبك ياريت.