شكّل خبر مقتل طالب «ستار أكاديمي7» رامي الشمالي صدمة لمن عرفوه سواء المقربون منه ومشاهدو البرنامج الذين رافقوه على مدى ثلاثة أشهر تعرفوا خلالها إلى شخصية هذا الشاب اللبناني المفعم بالحياة والطموح والأمل.
رامي ابن الثالثة والعشرين وعد زميله محمود شكري قبل مغادرته الأكاديمية بأنه سيستمر في صداقته له خارج الأكاديمية، فوفى بوعده لكن شاء القدر أن يكون للقاء الصديقين طعم مختلف هذه المرة أقل ما يمكن وصفه بأنه «فاجعة»، فقد ضجت وسائل الإعلام الخميس الفائت (8 يوليو) بخبر مقتل النجم الشاب وإصابة صديقه بجروح خطيرة إثر تعرّضهما لحادث سير مروّع في القاهرة، نتيجة اختلال عجلة القيادة ما تسبب بانقلابه نحو الاتجاه الآخر من الطريق واصطدامه بسيارة أخرى.
فقد رامي والده منذ سنوات وعاش يتيماً وطالما عبّر، في أحاديثه مع زملائه، عن صعوبة هذه الذكرى واستمرار ذيولها في حياته لغاية اليوم. إلا أنه حلم بمستقبل باهر إيماناً منه بأن والده يراقبه ويفخر به وبشقيقيه، وكان يتباهى أيضاً بافتخار والدته به وإيمانها بموهبته. تخرج رامي في كلية الزراعة وعينه على النجوم، وسرعان ما تحقق حلمه عبر دخوله الأكاديمية، إذ ما لبث أن حصد نجاحاً باهراً. في دردشة سابقة مع «الجريدة» عبر رامي عن عمق العلاقة التي تربطه بوالدته مؤكداً أنه لا ينسى كلماتها عندما ودّعها قبيل دخوله الأكاديمية حين قالت له: «إنت رح تصير كثير مهم» وتابع قائلاً: {ها هي توقعات والدتي تصحّ».
الوالدة المفجوعة
لم تصدق والدة رامي المفجوعة الخبر، وغصّ منزله وباحة الحي في منطقة سهيلة- شمال بيروت، بالمعزين والأحبة من بينهم: نانسي عجرم التي كانت الداعم الأول لرامي عندما كان يقف في منطقة الخطر في برنامج «ستار أكاديمي»، إذ خصّصت بطاقات شحن هاتفية لمستمعي الإذاعات المحلية، كي يصوتوا له ليتأهل إلى النهائيات، ونوال الزغبي التي قدمت تعازيها للعائلة.
أما الأصدقاء الذين عاشوا معه حلم الشهرة والنجومية فكان وقع الصدمة قويّاً عليهم بحيث امتنع كثر منهم عن التعليق، وكانت الدموع سيدة الموقف لفراق زميل أحبّوه وعاشوا معه أفراحه وأحزانه، لا سيما زميلته التونسية بدرية، التي كانت أحد أشد المقربين إليه، فقد انهارت فور علمها بالخبر ونُقلت إلى المستشفى، بحسب أحد المصادر الإعلامية.
أما صديقه المقرّب ريان فاكتفى بالقول: «لا أصدق ما جرى، أتمنى أن يكون حلماً وسأستيقظ منه، هل من المعقول ألا يعود رامي الشاب المهذّب والمؤمن والحنون بيننا؟ أذكر الأيام الجميلة التي قضيناها معاً داخل الأكاديمية وخارجها، إنه أخي الصغير». لا بد من الإشارة هنا إلى مدى تأثّر رامي لدى مغادرة ريان الأكاديمية نظراً إلى الصداقة القوية التي جمعت بينهما.
بدورها، تأثرت زميلته ألين بهول الصدمة وقالت: «ليتني لم أتعرف إليه ولم أكتشف طيبته وتهذيبه. أدعو كل محبيه إلى أن يصلوا له لترقد روحه الطيبة في السماء».
من بين طلاب ستاراك الذين توافدوا إلى منزل رامي: ناصيف زيتون صاحب لقب «ستار أكاديمي7» وكان في حالة انهيار تام، بالإضافة الى رحمة، الموجودة في لبنان، ولم تكن حالها أفضل من زملائها.
كذلك، تفيد المعلومات بأن المشترك الأردني محمد رمضان ألغى حفلاته الغنائية المتفق عليها بسبب هول الصدمة، كذلك ميرال التي أصيبت بانهيار عصبي عند سماعها الخبر كباقي طلاب «ستار أكاديمي 7».
صدمة الـLBC
عبرت الملحقة الإعلامية في المؤسسة اللبنانية للإرسال نيكول حداد، في اتصال مع «الجريدة»، عن الصدمة التي اعترت القيمين على البرنامج وموظفي المحطة لدى تلقيهم خبر مقتل رامي وقالت: «كل الذين عرفوه وجدوا في هذا الشاب كماً من الصفات الجميلة من أخلاق وتهذيب وطيبة، إضافة إلى موهبته الظاهرة وطموحه اللامحدود».
أضافت حداد: «كانت علاقة رامي مع زملائه أكثر من رائعة والدليل أنه لم ينشأ أي خلاف بينه وبين أحدٍ من الطلاب، بل كان موضع ثقة الجميع ومحبتهم، كان لديه أمل كبير بالمستقبل وكانت سعادته لا توصف عندما قُبل في الأكاديمية، إذ شعر بأنه بدأ يخطو أولى خطواته في عالم الفن، وقد برهن عن اجتهاد ومثابرة، لكن القدر خطفه على حين غفلة، ولا يمكننا أمام هذا الواقع سوى الصلاة لراحة نفسه واسترجاع الذكريات الجميلة التي تعكس صورته الطيبة». قدّمت حداد التعازي باسم القيّمين على «ستار أكاديمي» والمؤسسة اللبنانية للإرسال إلى والدة رامي وعائلته وكل محبيه في الدول العربية كافة الذين ساندوه خلال وجوده في الأكاديمية، كذلك تمنت الشفاء السريع لمحمود شكري. يُذكر أن رئيسة الأكاديمية رولا سعد توجّهت، منذ سماعها بالخبر، إلى منزل عائلة رامي لتقف إلى جانبها في هذه المحنة الصعبة.
«ضيعان الشباب»
أما مدربة الصوت ماري محفوظ التي ما زالت تحت وقع الصدمة فقالت باكية: «يا ضيعان الشباب، كان رامي مثالاً للشاب اللبناني والعربي بأخلاقه واحترامه لنفسه والآخرين! وُلد يتيماً لكنه استمدّ من هذا الواقع القوة وقرّر إثبات نفسه، وكنت ألمس من خلال احتكاكي به في الأكاديمية مدى اندفاعه لتحقيق طموحه في مجال الفن، أشعر كأنني تحت وطأة كابوس وأعجز عن ممارسة حياتي اليومية وقد اعتذرت لطلابي عن إعطاء صفوفي لأنني فقدت القدرة على التركيز». قدمت محفوظ تعازيها لوالدة رامي وقالت إنها تشاركها حزنها وشددت على ضرورة تروّي الشباب في القيادة والانصياع إلى نصائح الأهل، كذلك تمنّت الشفاء لمحمود شكري. من جهتها، وصفت مقدمة «ستار أكاديمي» هيلدا خليفة، الحادث بأنه فاجعة حقيقية، «أفكر بوالدة رامي التي كانت فخورة بابنها إلى أقصى حدّ، لا سيما أنه أثبت تميزاً واضحاً وكانت تتوقع له مستقبلاً باهراً. ليكن الله في عونها». وأضافت: «لا أستطيع سوى الصلاة من أجل رامي وإضاءة شمعة عن روحه، سيبقى هذا الشاب نجماً ساطعاً في السماء على رغم غيابه». أما أستاذ الموسيقى ميشال فاضل فرفض التعليق قائلاً: «قلبي حزين جداً ولا كلام يعبّر عما ينتابني من شعور، الصمت والصلاة أفضل من الكلام».
مقتطف من المقابلة التي سبق أن أجرتها «الجريدة» مع رامي
هل ورثت موهبة الغناء عن عائلتك؟
نعم، ورثتها عن والدي وخالي وخالتي.
مَن أكثر مَن آمن بموهبتك؟
والدتي.
تأثرت بمغادرة اللبناني ريان والمصري محمود شكري والكويتي عبد العزيز، هل أنت حساس الى هذه الدرجة؟
جداً. لا أستطيع إخفاء شعوري تجاه الأشخاص الذين أحبهم وأقدّرهم. صدمتني مغادرة ريان لأنني لم أكن أتوقعها بهذه السرعة بالإضافة إلى أنه ابن بلدي وربطتني به داخل الأكاديمية علاقة صداقة وطيدة، تأثرت بخروجه مع أنني سأبقى على اتصال دائم معه بعد تخرّجي في الأكاديمية. أما محمود شكري فكان فراقه صعباً لأنه يعيش في مصر وبالتالي لن أراه دائماً، كذلك عبد العزيز الذي أعتز بصداقته وأثق به فهو ينبض بالشفافية والصدق.
ما الهدية التي تتمنى الحصول عليها من البرنامج؟
دخولي الأكاديمية هو أكبر هدية، أما عن الهدايا المادية فأتمنى أن أمتلك سيارة...
ماذا تتوقّع لنفسك؟
الغناء حلمي منذ الطفولة، وقبل أن أتوجّه إلى الأكاديمية قالت لي والدتي بثقة «إنت رح يطلع منّك شي»، ونظرة الأم لا تخيب... لن أفوّت فرصة إظهار موهبتي أمام الجمهور بل سأستفيد منها لتحقيق حلمي بالغناء، ويتوقف ذلك بمجمله على تعبي واجتهادي لتحقيق ما أريد، فلا يمكن لأحد الجلوس في المنزل وانتظار أن تأتي النجومية إليه. الخوف موجود لكن الأمل أكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق