أحيانا تلتفت الي انسان وتقول: أعوذ بالله هذا الرجل بلا عواطف.. ليس عنده قلب.. لا يهزه شيء!وأنا مثلك قلتها علي اناس كثيرين.. ونحن دائما نقولها علي سبيل الاستنكار. لأن هذا الرجل لا يتحرك قلبه حبا او كرها او عطفا او فرحا او حزنا.. أو هكذا نتصور, ونحن لا نتساءل عادة لماذا هو كذلك ؟ لماذا أصبح موقفه بين الناس جامدا هكذا. ولابد انني وانت نفضل الرجل الرقيق اللطيف الحنون.لأن هذه كلها صفات الانسان ثم هذا هو الفرق بين الانسان والحيوان..ولكن يجب ان تعود الي الناس حولك وتسأل نفسك: ماالذي يفعلونه من أجلك؟ كم واحدا منهم توجع لألمك ؟ او اهتز لفرحك ؟ او ارتجف لمصابك؟ اذا كنت تحكم علي الأشياء بظواهرها فكل الناس ملائكة وكلهم يحبونك... ولابد انك نسيت ماذا أصابك علي ايدي الأصدقاء. فإذا تذكرت الآن مجموعة الاحداث الأليمة في حياتك, وربطتها معا وحاولت ان تجعل منها نتيجة واحدة فما النتيجة ؟ النتيجة ان الناس لايستحقون كل هذا الاخلاص ولا الوفاء ولا الصدق. ارجع مرة أخري الي الذي حدث لك قبل ذلك. انك قد نسيت. فالنسيان هو اعظم طبيب!وحتي لا تخسر الناس جميعا فأنت مطالب بالكذب. يحب أن يري الناس منك ما يحبون ان يروا.. وان يسمعوا ما يتمنون ان يسمعوا.. وهكذا تتحول بالفعل الي انسان آخر يرضي عنه الناس ولا ترضي انت عليه.. فأختر لنفسك أسلوبا: ان تكون كما يحب الناس ولا تحب, أو تكون كما تحب ويكره الناس!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق